عباقرة علماء الحضارة العربية والاسلامية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




عباقرة علماء الحضارة العربية والاسلامية فى العلوم الطبيعية والطب


للكاتب
محمد غريب جودة

كتاب من الممكن ان تكون قيمته تكمن فى جهلنا بما يحويه الكتاب
والكتاب كما بدا من عنوانه يتحدث عن تاريخنا العربى الاسلامى وحضارتنا
وبداية اود توضيح شىء فى غاية الاهمية
هذا العرض لتاريخنا القديم ليس دعوة من اجل العيش فى الماضى ولكن الماضى والتاريخ هما عصب الحاضر للانطلاق الى افاق مستقبل رحب
فنجد ان جميع الامم تتسابق فى ابراز تاريخها رغم قزميته
وعلى حد قول الكاتب ان من السفه ان نبدا من حيث انتهى الاجداد ولكننا نتعلم كيف برز الاجداد وصنعوا الحضارة وعلموها للعالم جمعاء على الرغم من انه وقبل ظهور الاسلام
كان هؤلاء الاجداد يعيشون فى مجتمعات اكثر تخلفا من مجتمعاتنا الان
ولكن بالصبر والايمان بالله وفقهم الله لغايتهم

مقدمة طويلة اعذرونى عليها ولكن لابد منها



وحتى ندخل فى رحاب الكتاب مباشرة اود بداية ونظرا لاهمية الكتاب ان انشر منه مقتطفات ولا اقتصر على مجرد راييى القاصر او رؤيتى التى يمكن ان تكون مشوشة
ولنبدأ بتلك الاشياء التى نتسم بتخلفنا بها حاليا
وانبدأ بالتعليم



التعليم


نشأت الجامعات الاوروبية على غرار الجامعات الاسلامية فى المناهج وفى النظم الدراسية وفى الجوانب الشكلية اذ قامت الدراسة فى تلك الجامعات فى مبدأ امرها على امهات الكتب العربية المترجمة الى الاتينية وكذلك الكتب اليونانية التى ترجمها المسلمون الى العربية وتناولوها بالشرح والتعليق ثم ترجمها المترجمون الاوربيون الى الاتينية ولما كانت الجامعات قد نشات فى رحاب المساجد وقامت بتدريس العلوم الدينية الى جانب العلوم الطبيعية والانسانية والادب فقد قامت الجامعات ومدارس العلم الاولى فى اوروبا فى رحاب الكنائس والاديرة وهو امر كان على النقيض تماما مما كان عليه الحال فى العصرين الاغريقى والرومانى حين كانت المؤسسات التعليمية منفصلة تماما عن المعابد ولا صلة بينهما وحتى حين تاسست الجامعات الكبرى وصارت لها ابنيتها المستقلة عن الكنائس الاديرة فقد ظلت حتى القرن التاسع عشر تدرس العلوم الدينية الى جانب العلوم الاخرى


وسارت الجامعات الاوروبية على هدى الجامعات الاسلامية فى نظام الاجازة حيث كان الاسالتذة يحررون للطالب الذى امضى دراسته بنجاح شهادة يجيزون له فيها التندريس او الوعظ بناء على ما حصله من علم وكانت هذه الشهادة تعرف بالاجازة وقد جارت الجامعات الاوربية الوليدة الجامعات الاسلامية فى هذه التسمية فصارت الشهادة تعرف ب licentiaوهذا اللفظ ترجمة مباشرة للفظ العربى " اجازة "

وكان لطلاب الجامعات فى العالم الاسلامى زى موحد يختلف من جامعة لاخرى ومن عصر لاخر وقد اعتاد اهل العلم بصفة خاصة ان يرتدوا الطياليس (جمع طليسان ) فقلدهم الاساتذة وطلاب العلم الاوربيون وصاروا يرتدون الروب الجامعى وازالوا حتى عصرنا هذا يحرصون على ارتدائ فى حفلات التخرج واعتاد طلاب العلم والاساتذة المسلمون ارتداء العمائم والقلانس (جمع قلنسوة )
وكانت القلنسوة شائعة فى الاندلس فنقلها الاوربيون مع ادخال بعض التحويرات على مظهرها واضحت غطاء الرأس الجامعى المميز وان كان ارتداؤها قاصرا على حفلات التخرج


ونقلت الجامعات الاوروبية عن الجامعات والامدارس الاسلامية نظام المنح الدراسية scholarshipsواصلها المرتب النقدى _(النقدى او العينى او كلاهما ) الذى كان يمنح للطالب المسلم من دخل العقارات الموقفة على المؤسسة التعليمية وكما كان فى الجامعات والمدارس الاسلامية نظام ( المجاورة ) اى اقامة الطلاب فى وحدات سكنية تقع الى جوار مدارسهم او جامعاتهم فقد صار لدى الاوروبييين نظام المدن الجامعية




المرة القادمة ان شاء الله نتكلم عن التحرر الفكرى والانفتاح العقلى






يتبع


تقبلوا مرورى وفائق احترامى

سلام عليكم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


اشكرك جدا لاهتمامك يا دكتور

وها انا اكمل

بس معلش لان الجزء بتاع النهاردة طويل شوية



النهارده هنقل من الكتاب الجزء الخاص ب









التحرر الفكرى والانفتاح العقلى



كانت الكتب العربية لاوروبا بمثابة النافذة التى اطلوا منها على العلوم العربية وعرفوا منها اسباب حدوث الظواهر الجوية كهبوب الرياح وسقوط الامطار واسباب الظواهر الفلكية كالخسوف والكسوف وسقوط الشهب والنيازك ومروق المذنبات واسباب الظواهر الجيولوجية كالزلازل والبراكين

ومن الكتب العربية عرف الاوربيون ان لهذه الظواهر قوانين رسخها الله سبحانه وتعالى فى الكون وجعلها تحدث بموجبها فهى لا تنجم عن نقمات او لعنات تصبها السماء على الارض او يتسبب فيها الشياطين كما كان رجال الكنيسة الكاثوليكية يدخاون فى روعهم وباختصار شديد كان اهم ما تعلمه الاوربيون من المسلمين هو " اعمال العقل " وان سلطة العقل فوق كل سلطة واستتبع هذا ضرؤرة تحرير البحث العلمى من كل قيد او ارتياط ... وحين اخذ الاوربيون بهذا بدأو مسيرتهم نحو النهضة وتنقية الفكر الاوروبى وتجديده والانطلاق بخطى متسارعة على طريق الحضارة والتقدم


وفى كتاب للمترجم ورجل العلم الانجليزى _ اديلارد الباثى adelard of bath_
الذى طوف فى القرن الثانى عشر الميلادى بلاندلس والشام ودرس العربية وعلوم المسلمين وترجم الكثير منها الى الاتينية ثم عاد _انجلترا ليعمل مترجما للامير هنرى (الملك هنرى الثانى ملك انجلترا فيما بعد) فى كتاب له بعنوان _ القضايا الطبيعية
نجده يقدم لنا حوارا فكريا دار بينه وبين قريب له درس فى معهد علم فرنسى تضمن جدلا شديدا دافع فيه اديلارد عن اساتذته العرب وعن علومهم واشاد بتفوقهم على الغربيين ومن اقوال الباثى فى كتابه هذا ما يلى :

" اننى والعقل دليلى قد تعلمت امرا واحدة من اساتذتى العرب اما انت فعلى خلاف ذلك قد تلجمت بلجام من المظهر الخارجى للسلطة وبماذا نصف السلطة الا بانها لجام على شاكلة الحيوانات المتوحشة فانها تساق الى حيث يشاء المرء بدون ان ترى لماذا والى اين تساق بل تتبع النقود الذى توقف به وكذلك الكثير منكم قد ربطوا بقفيود وسلاسل من التسليم المنحط وسيقوا الى الخطر بسطوة بالغة لقد منح الانسان العقل لكى يكون هو الحكم الرئيسى للتفريق بين الحق والباطل فيجب ان نسعى بادىء ذى بدء الى البحث عن العقل فمتى وجد قبلت حينئذ السلطة فى حد ذاتها لا يمكن ان توحى بالثقة الى الحكيم ولا ينبغى لها ان تستعمل لهذه الغاية "


هكذا بدأ العقل الاوروبى يتفتح ويتقبل حقائق العلم والفكر وصار مؤمنا بافكار مناقضة لتعاليم الكنيسة الكاثوليكية التى كانت تميل للجمود والاعقلانية الامر الذى حد=ا بالبابا انوسنت الثالث _وفى عهده هذا البابا بلغت سطوة البابوية ونفوذ الكنيسة ذروتهما وهو الذى اعلن قيام الحملة الصليبية الرابعة 01198-1216) وهى الحملة التى شاءت ارادة الله ان تتحول عن هدفها الاصلى وهو مصر وفلسطين وتتجه الى الامبراطورية البيزنطية لتعيث فيها فسادا وتنهب عاصمتها القسطنطينية _
ففى عام 1210 الى ترحيم تداول الكتب العربية او ترجمتها او الجهر بما فيها وبصفة خاصة افكار ابن رشد وكان رد الفعل عجيبا تجاه قرار البابا الذى اراد اغلاق النافذة الوحيدة التى اخذ ضوء الحضارة ونسائم الحرية الفكر يتسربان منها فقد اضرب طلاب جامعة باريس عن تلقى العلم اضرابا محكما دام ست سنوات ووقع فى انحاء القارة الاوروبية تمرد قاده العلماء والطلبة وازاء هذا التمرد العنيف اضطر البابا انوسنت اخر الامر للرضوخ والقبول الاضطرارى بفكرة انه بمقدور الانسان اكتشاف ظواهر الطبيعة وتفسير احداث الكون بعقله الذى هو نعمة الله عليه اما اسرار الايمان فيجب ان يكون محلها الروح والقلب وهذا يبدو حلا وسطا توصل اليه البابا لوضع حد لعصيان اهل العلم للكنيسة فى واقع الامر كان تراجعا مستترا وليس حلا وسطا وترتب على هذا التراجع وترتب على هذا التراجع البابوى رفع مراسيم الحرمان عمن فرضت عليهم من اهل العلم ورفع الحجر عن افكار ابن رشد وابن حزم والفاربى وابن سينا والخوارزمى والزهراوى والرازى والادريسى والبتانى والفرغانى والمجريطى وغيرهمك من اعلام الحضارة العربية والاسلامية الذين صارت مؤلفاتهم قبلة طلاب العلم ع الساحة الاوروبية ومن ثم دارت عجلة عصر النهضة وقطعت شوط طويل دفع باوروبا الى صدارة العالم وجعلها تتفوق على اساتذتها المسلمين












لسة ماخلصتش



بس انا طولت عشان كده

















فاصل














ونواصل


















يتبع




سلام عليكم