هل الانسان مسير ام مخير؟

هل الانسان مسير ام مخير ؟
تساءل صاحبي في لهجة استفسارية موقن في ذاته ان الانسان مسير
باعتقاده ان معرفة الله والتي تصب في مجال المطلقية هي منطلق لارادة تسيرية
فالمعرفة عنده تساوي الارداة الحرة
وخالق الكون صاحب المشيئة فيما يعلم ويدبر
وهو المسير المطلق بمطلقيته في الارادة
ولكن كان لي راي اخر فيما قال
فكما نعلم فالله حين خلق ماخلق فهو عالم بطبيعة الخلق
وعلى اي سنة يسيرون وكيف يكونون ومتى يموتون
لان الله عندما خلق الكون اوجد قوانينه من الحجر الى البشر
والقوانين البشرية هي قوانين تسيرية يعيشون عليها
واوجد قوانين طبيعتهم الشخصية فمنهم الغضوب ومنهم الهادىء ومنهم الثوري ومنهم الخانع
وعلى هذا الاساس فالقوانين الموضوعة فيهم تسيرهم الى هدف حياتي ينتهي عند نقطة الصفر او الموت
وهو يعلم كيف يسلكون وكما يعلم ذالك يعلم ايضا كيف يسلك الحجر ومتى يسقط على راس احدهم
عندما يقررون المشي في هذا المكان
وهذه هي الحتمية التي يسير وفقها الانسان و التي تثبت كونه مسير وغير مخير
ولكن هذه القوانين هي قوانين التفاعل مع البيئة اكثر من كونها اختيار بالرغم من انها تنحو منحى الاختيار
والاختيار هو نتيجة طبيعية للشخصية وقوانينها وهي العلم المطلق الرباني والذي لن يصل اليه بشر
فان سالت عن مطلق العلم في قوانين السلوك
فسال عن القوانين التي تسير كل فرد نحو هدف او مبتغى ما بحذافيره الجزئية
وعندما خلق الله القوانين التسيرية ووضعها في مجال الاختيار بين البدائل
اوجد ذواتنا المتحكمة فيما نختار
فكما نعلم ان وجود انسان متعبد شديد الايمان يقع في ظرف من الظروف تجري عليه مجرى المعصية
بينما انسان اقل ايمان قد لايقع
قام علماء باجراء اختبار على مجموعة من الفئران
فوضعوا عندهم خمرا وعرضوهم لنفس الظروف فمنهم من ادمن ومنهم من شرب منه بتأني ومنعم من عافه وتركه
فهل عند هذه القئران كان هناك سبب واضح لاختلافها
لا بل كانت حرية الاختيار هي الابقى
فالاختيار هي حرية شخصية بل هي الحرية الوحيدة المطلقة باختيارها فلا يمكن القول ان العدل مطلقة
بل لايمكن تعريف اي شيء بالاطلاق
لان الكون ناقص ومن فيه ناقص بنقصه
فان كان كاملا تكامل من فيه حتى بلغوا درجته
وان كان من فيه كاملون كاملوا الكون بكمالهم
فكيف يدخل الاختيار في مجال المطلقية؟
الاختيار بين بديلين او ثلاث او اربع منهم الايجابي ومنهم السلبي قد لايؤثر عليه دافع او ظرف
لانه قد يعاكس كل الظروف والدوافع كما اسلفنا بتجربة الفئران
وهو مطلق لانه قد يعاكس كل القوانين الطبيعية والبشرية
واي شيء يعاكس القوانين فهو مخير باختيار من اختاره
وبذالك فالانسان مخير والله عالم فيما يختار
ولكن له الحرية المطلقة في الاختيار
وهو مسير لقوانين الكون والطبيعة
بما فيها الظرف والدافع