كيف نكّون وعيا سليما قادر على بناء نهضة؟

بسم الله الرحمن الرحيم .
استكمالا لحقلة المناقشات التى تمت بينى وبين العضو المميز الاستاذ محمد توصلنا الى ان ازمة التبعية تكمن فى كيفية تشكيل وعى قادر على بناء نهضة لبلادنا وعلى هذا فقد قررت ان اناقش المشاكل التى ادت بنا الى وعى مريض وغير مكتمل واستعنت على هذا بمجموعة من الكتب التى تناولت موضوعات لها علاقة بهذا الموضوع حتى نستطيع ان نلم من خلالها ببعض خيوط المشكلات التى تحول دون تكوين وعيا سلميا لاننا اذا استطعنا تحديد المشكلة كان من السهل علينا ان نجد حلا لها وارجو التوفيق من الله تعالى على ان يتقبل صدق نيتنا فى طرح هذا الموضوع وربما استطعنا ان شاء الله ان نكّون وعيا سلميا نستطيع من خلاله ان نحقق نهضة لبلادنا وربما وفقنا الله بعد هذه السلسلة التى سيتم تقديمها على عدة مرات ان نناقش كافة الاسباب الحقيقة والكاملة التى تحول بيننا وبين بناء نهضة حقيقة.
وستكون خطوتنا الاولى فى مناقشة المشكلات التى يمر بها وعينا هى (معلومات بلا معرفة)

معلومات بلا معرفة
إني أعرف الآن ما هي تلك الظاهرة التي تسبب لنا العديد من المشكلات في مراحل تشكيل وعينا إنها إذاعة نشرات الأخبار كل بضع ساعات وإعادة ملخص لها كل بضع دقائق ، حتى أننا لم نكتف بكل هذا ، وسمحنا لشبكة تليفزيونية جديدة أن تدخل إلى بيوتنا لتخبرنا بآخر الأخبار طوال أربعة وعشرين ساعة في اليوم .
لقد راعني أمر هذه الظاهرة ، أنا القادم من مجتمع يدعى بالمجتمع (المتخلف) إلى احد المجتمعات (المتقدمة) والتي يعتبر من بين المظاهر الأكيدة لتقدمها ما يسمى (بثورة المعلومات) التي تتمثل في نجاحها الباهر في جمع المعلومات وتخزينها وتحليلها وتوصيلها من أقصى أطراف المعمورة إلى طرفها الأخر في غمضة عين وبأدنى مشقة واقل نفقة بحيث أصبح من الممكن أن يعرف الجالس أمام شاشة التليفزيون أو جهاز الكمبيوتر ما يحدث في نفس اللحظة على بعد الآلاف المؤلفة من الأميال بصوته وصورته وبأدق تفاصيله .
سـألت نفسي أولا عما إذا كان التكوين الطبيعي أو البيولوجى للإنسان يسمح له باستيعاب هذا الكم الهائل من المعلومات والذي يلقى به على سمعه وبصره خلال دقائق التي تستغرقها نشرة الأخبار والتي تتضمن من بين ما تتضمنه أخبار ثورة هنا وحريق هناك وجريمة قتل في مدينة ، وقبول احد السياسيين لرشوة في مدينة أخرى ، ووفاة عالم كبير ، وزواج راقصة شهيرة ، وارتفاع أسعار الأسهم في طوكيو ، وسقوط طائرة فوق ولاية أمريكية ، ثم يعقب كل ذلك أخبار المسابقات الرياضية ، وخبر وفاة احد الأسود في حديقة الحيوانات ، وما ينتظر أن يكون عليه الطقس غدا ، وبعد غد ، وبعد أسبوع وبعد شهر ...................الخ .
هل حقا يستطيع الإنسان العادي ، أو غير العادي ، أن يستوعب كل هذا في دقائق الذي تلقى عليه فيها نشرة الأخبار ، وان يفكر فيها وان يعطى لكل خبر منها ما يستحقه من اهتمام ، حتى يصل إلى مغزاه ويربط بينه وبين غيره ؟ أم أن الأمر ينتهي إلى أن يتحول السامع أو المشاهد لهذه الأخبار إلى متلق سلبي أبله ، تسجل حواسه هذه الأخبار دون أن تحدث اية إضافة إلى فهمه الحقيقي لما يحدث في العالم فلا يبقى إلا ما يتركه كل هذا الضجيج من اثر سلبي وسيء على جهازه العصبي ؟
ثم سألت نفسي عما إذا كانت ثورة المعلومات تعنى بالضرورة ثورة في المعرفة وبالتالي تشكيل في الوعي فالراجح أن المعلومات شيء والمعرفة شيء آخر بل قد تكون العلاقة بينهما في كثير من الأحوال علاقة عكسية فإذا زادت المعلومات عن حد معين قلت المعرفة بدلا من أن تزيد وذلك إذا أدت زيادة المعلومات إلى عسر في الهضم وضعف في الاستيعاب .إن تحول المعلومات إلى معرفة يفترض حد أدنى من الفهم واستخلاصا للمغزى ، وربطا بين معلومة وأخرى ، اى أن هذا التحول يتطلب نشاطا ايجابيا هو ما نسميه (بالتفكير) ، بينما لا يتطلب نقل المعلومات أكثر من القدرة على تلقيها وترديدها .
الم نكن نضحك في صبانا ساخرين من (صمام ) يحفظ الدروس عن ظهر قلب ويضعها كما هي في ورقة الإجابة دون فهم ، فيتكرر رسوبه في الامتحان لأنه ، وان كان قد حفظ (المعلومات) ، لم يحقق (المعرفة)؟
أليس هذا شبيها بما تفعله بنا اليوم ما يسمى (بثورة المعلومات) ؟ أو ليس هناك خطر حقيقي في أن يقترن اتساع معلوماتنا بضعف في الإدراك وتدهور في الفهم ؟

السلام عليكم
فى البداية احب ان اعبر لك عن امتنانى بهذا الموضوع الشيق
فموضوعك فى رايى سلاح ذو حدين :_
الحد الاول :_انه لولا ثورة المعلومات الهائلة لما تعرفنا على الاحداث فى كل العالم ومنها ايضا التقدم فى كثير من المجالات المختلفة
اما الحد الثانى :_انه اصبح من المالوف لدينا مشاهد القتل وخصوصا ما يجرى فى فلسطين والعالم العربى
عزيزتى لابد من مناقشة هذا الموضوع اكثر من ذلك ويستحسن بعد رمضان لكى يشارك فيه جميع الاعضاء ويصبح اول مشاركة جماعية نضع من خلالها حل لكى نكون وعيا سليما حقيقيا من خلال المشاركة وهذا ليس كلام انشاء كما تعودنا
فرووووووووووووووته

اهلا بفاكهة المنتدى انا سعيدة جداااااااا انك شاركتى معايا واذا كان رمضان هو اللى مانع الاعضاء من المشاركة فأنا معنديش مانع نأجل اى مناقشة لبعد رمضان بس ياريت تكون فيه مشاركة من الاساس .
وعلى فكرة مرة الجميلة كيلر سألتنى سؤال وهو تفتكرى اننا جيل تافه ولا دا اتهام من الكبار لنا وليس له اساس من الصحة مش الكلام بس اللى هيثبت اننا جيل مش تافه احنا لازم يكون لنا رأى ونتكلم ونتناقش فى مشاكلنا بصراحة لان البلد دى محتاجة لنا بجد ومحتاجة اننا نقف جنبها وننهض بيها على الاقل علشان ننول شرف اننا منها وده شرف ميعرفوش الا اللى اتغرب بجد .
ان شاء الله نفتح النقاش بعد رمضان نتكلم بصراحة وبحرية ونشوف احنا نقدر نعمل نهضة ازاى ايه اللى مأخرنا وايه مشاكلنا ونقدر نحلها ازاى وارجو ان اسمع ارائكم لانها تعنى لى الكثير .
احلى سلالالالالالالالالالالالالالالالالالام.
فلورندا.

أتفق معك يا فلور في أن المعلومات غير المعرفة....لأن المعلومات مادة خام تحتاج الى استخلاص بالتفكير والفهم لتتحول الى معرفة.. والمعرفة ماد خام تحتاج الى استخلاص أكبر من تفكير أعمق لتتحول الى علم

و المشكلة الكبرى هي ان نحونا بفكرنا المنحى الخطأ واخترنا المعلومات التافهة وحاولنا استفراغ كل فكرنا من أجلها
فالنحل ينتج العسل معلومة....و العسل شفاء معلومة....و النحل ينتج الدواء هي المعرفة لأننا استعملنا فيها فكرنا حتى استخلصناها
و اتباع الموضة مرغوب معلومة.... والهيب هوب موضة معلومة...و الهيب هوب مرغوب معرفة.. وجهنا فكرنا بها نحو الخطأ واستخلصناها

و من هنا صار يتضح لنا ان ليست المشكلة فقط في شأن وفرة المعلومات ولكن في شأن تفاهة توجيه فكرنا
حتى ولو كانت المعلومات قليلة وفكرنا تافه فلن نصل الى المعرفة المستحبة
ثم ان ظاهرة السم في الدسم هي التي جعلت كثرة المعلومات تشوش تفكيرنا
وقد تنبأ الرسول صلى الله عليه وسلم بزمن يحتار فيه الحليم والحليم كما نعرف هو الشخص الوحيد الذي لا يحتار لتأنيه البالغ ولحكمته في اتخاذ القرار الصائب
فان كان سيحتار فهذا ليس لسبب وفرة المعلومات لأن وفرة المعلومات بالنسبة للحليم ستجعله اوضح اطلالة على الحقيقة ولكن لسبب اختلاط الكذب بالصدق
فصار المرء يكذب كل ما يأتيه حتى ولو كان صدقا
أو صار المرء يصدق كل ما يأتيه حتى ولو كان كذبا
نسأل الله أن ينجينا من الحيرة
و إني في نهاية رأيي هذا أطلب من أحمد عسل أن يشاركنا الحوار
أقول يشاركنا وليس يعاندنا
أعني بالمشاركة اثراء الحوار حتى ولو كان منعكسا
أعني بالعناد المراوغة في الحديث حتى نخطئ هدفنا المقصود
أدعو احمد عسل لأن آراءه حقا ستثري الموضوع
كونوا بخير

لا أدري لِمَ حين أريد التفكير في قضية العقل العربي يصيبني نوع من الاختلاط الفكري والتشويش الذهني ...وتتراكم علي المواضيع المنبثقة من الموضوع الرئيس فلا يصيبني سوى الاندهاش......و الرغبة في الهروب من الموضوع
قد يكون السبب هو أني جزء من هذا العقل العربي...فكما نعلم المنشار لا يقطع نفسه والعين لا ترى نفسها...و يصعب كثيرا على المجنون أن يفكر في جنونه لأنه داخل الدائرة ومن على أرض الموضوع لا يستطيع رؤية دائريتها لاستنباط حقيقتها
ولذلك قد نجد تضاربا في شأن هذا العقل الذي يمضي نحو هاوية التغريب...تضاربا رغم شساعة الفرق بين آرائه الا انها تأكل من قناعاتنا ما يزعزع قناعتنا بأنفسنا ككل

كثيرا ما كنت أفكر في كتابة قصة عن ذهاب مريض عربي الى طبيب نفساني ليعالجه من مرض مبهم وحين يحكي له عن مشكلته ينصحه بالذهاب الى الطبيب البيطري ليجري علي عملية استبدال مخه بمخ قرد
مخ قرد.....هذا ما يصبو إليه الآخر بشأن ذاتنا العربية...أن نكون ظاهرة واقعية لنظرية دارويين لعنه الله منحدرين من أجداده القردة
و أهم ما على القرد ذاك الذي كنت أراه في حديقة الحيوان من تقليد لبني البشر في حركاتهم
فلم يعد من هم الجيل العربي اليوم سوى التقليد ...أيا ليته يترفع عن مرتبة القرد قليلا فيقلد عملية تفكير الغرب ولكنه لم يرض لنفسه سوى أن يقلد التوافه......
.......
و أن نتحدث عن العقل العربي والثقافة العربية فهذا يذهب بنا الى تناول كل ما يحيط بنا من وسائل العيش التي احتلها الغزو التخريبي.....فنبكي لغتنا العربية التي تتحمل في الآونة الأخيرة هجمات شرسة قصد تحطيم هويتنا.... ونجاهد من اجل ديننا الذي تطاولت عليه عقول مريضة لاثارة الريبة فيه... ونحذر من اعلام ينثر المعلومات بدليلها وضلالها لنضل عن الدليل وقد نستدل بالضلال... و نعوذ بعقولنا من أن نتوه في لهو و متع وأغان وأفلام ومسلسلات ومباريات و اخبار تافهة ....و أن نستهين بملابس اخترعها أصحاب موضات يصبون الى تقدم اقتصادهم وتدهور اخلاقنا....لذلك غالبا ما يصيبني الدوار حين أحب الخوض في بحر هذا الموضوع الأزرق الغامض شكليا الواضح ضمنيا
نحن الآن بصفتنا متلقين نحتاج الى جلسات سريرية من كتاب بصفتهم اطباء مبدعين مثقفين يهدئون ثورتنا التي ثرناها بحثا عن أنفسنا
كتاب يحتاجون هم أنفسهم الى اطباء يعلمونهم كيف ينحرفون عن طريق رسمتها لهم السياسة ويختارون طريقا مقتنعين بها أشد ما في الاقتناع ليجاهدوا من أجلها بأشد ما في قوتهم
هذا يبقى مجرد اقتراح واه أمام الخصاص الكبير في وجود اطباء أصلا يعرفون الطريق الصحيح
و هذا يبقى مجرد حلم أمام ما صادفه أولائك العمالقة من اغتيال على يد الموساد بمجرد أنهم اختاروا طريقا يرفع أعلام بلدانهم العربية
هاه؟
قلت عملية اغتيال؟
إذن الأمر ليس مجرد توهان لأمتنا كما نعتقد وانما هي مؤامرة ودسيسة من عدو
فنحن لو كنا ننادي باستيقاظ أفراد أمتنا قد نقابل سدا منيعا آخر ألا وهو التهديد
إن العدو يستعمل علينا مكائده بمرحلتين...فحين يكون العلم أو الثقافة أو العقل مجرد رداء في محلات البيع والشراء يسلطون علينا أضواء مثيرة من نواح أخرى حتى ننشغل عما يباع لنا في المحلات.... ولكن حين ينتبه أحدنا للمكيدة ويصر على شراء الرداء يستعمل العدو حينها مرحلته الثانية بأن يلغي الرداء ومن فيه
انه يقتل عقلنا قبل ان نمسكه...ويقتلنا حين نتطاول وننشد امانينا
سمعت احدهم يقول اذا رايت عبدا نائما فلا توقظه لعله يحلم بالحرية
وسمعت جبران يقول اذا رايت عبدا نائما فنبهه وحدثه عن الحرية
و سمعت نفسي تقول للقائلين لو انتبهنا حرمونا من البحث عن الحرية ولو نمنا حرمونا من الحلم بالحرية....
انا لا نجد من يوقظنا ليحدثنا عن عقلنا العربي ولا نجد حلما يشبه عقلنا العربي المنشود
يلزمنا الكثيير من اجلنا
يلزمنا الكثير

jamal zoulati

الله موضوع جميل جداً و لازم طبعاً أرد ....

بصراحة يا فلورندا أحيكي على الموضوع ده و طبعاً جذبني جداً مثل بقية الأعضاء لكن أنا وجهة نظري مختلفة معاكي شوية ...

أولاً مين قال إن هناك تأخر و تقدم ؟؟ .. مجرد التزامن في الوجود دليل على تساوي الجميع .. فكون العرب لا يمتلكون قنبلة ذرية مثلاً فهذا ليس لعدم وجود علماء أو لأنهم يحفظون الفيزياء النووية و لا يستعبونها و لكن لمؤامرات و خطط تهدف إلى الحفاظ على توازن معين بين قوى المنطقة .. و بالتالي لا يمكنني أن اقول أن الإنسان الذي ولد في مجتمع مملوء بالحرية و أساليب الإبداع فأبدع و أنتج هو خير من الإنسان الذي ولد في مجتمع يحكمه الخواطر الدينية و منع حرية التفكير فتجاوز ذلك و أبدع و لو شيء قليل ...

ده من جهة .... و من جهة أخرى و بصراحة أنا لست من المؤيدين لفكرة المعرفة أو التعلم ... فالحقيقة أن الإنسان لا يتعلم أي شيء جديد كما أنه لا توجد فكرة في الماضي أو الحاضر أو المستقبل هي فكرة نشأت من عدم ... فكل هذه الأفكار هي تفكيك و إعادة هيكلة لنفس المنظومة التي يتماهى بها الإنسان ليحصل على رغباته الدفينة و إراداته في القوة و التملك .. فما أن يصبح الإنسان قوي و يحصل على ما يريد يسمي نفسه عندها متحضراً و مؤمناً الخ .. و يبدأ في وضع بعض القوانين السخيفة و يرتدي بعض الملابس المضحكة ليثبت أن الأمر ليس في يديه و لكن بيد القوة المسيطرة على الوجود .. هكذا يحقق الإنسان رغباته و ينسبها إلى غيره ... pirat

... و إذا عرفنا هذا أصبح كل شيء بالنسبة لنا أضحوكة لا تستجحق عناء التفكير بها ..

بالنسبة لحالنا العربي فكل ما استطيع أن اخبرك إياه هو أننا ينقصنا فقط الذوق و الأدب .. و لا ينقصنا شيء أخر ...

لو كلامي ظاهره متناقض حاولي توصلي لجوهره حتلاقيه متشابه تماماً .. تقبلي تحياتي flower