السلام عليكم ورحمة الله
طبعا الشعر ولا أروع , وسلمت يمينك ويسارك ( إن كنت تكتب بـ الإثنتين ) , شاعر حقيقي بـ الفعل , ومضمون ما تابعت من شعرك رائع ومختلف جدا ..
لكن لي أنا بعض ملاحظات على المضامين ... أحب أولا أن أؤكد أن مركزية القضية الفلسطينية لا خلاف عليها , لكن هذه بعض من ملاحظاتي على القصيدة ..
* القدس عربية نعم لكنها إسلامية قبل ذلك فـ لمُسلمي أوروربا وأمريكا ولمسلمي القوقاز وجنوب شرق آسيا فيها حقوق كحق المسلم العربي , و ملومون هم إن فرطوا كما هو ملوم المسلم العربي .. فـ نص الحديث الشريف عن الذي لاينطق عن الهوى ( إن هو إلاّ وحيٌ يُوحى ) شديد الوضوح في ذلك :
( إذا ديست أرض الإسلام بـ شبر كان الجهاد فرض عين على كل مسلم ومسلمة ) _ أو كما قال النبي الكريم _ , فـ مسألة العِرقية البغضية هذه يا شاعرنا العزيز عن العروبة و الوطنية وما وراء كل هذه الشعارات جاء الإسلام من قِبلِ السماء , ليُلغيها من حِس الجاهلي ( كما وُصفوا في قصيدتك ) ليُثبِّت إنتماء أول ألا وهو إنتماء المسلم إلى الله وإلى شريعته , بقوله تعالى ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) , وقول نبيه الكريم ( لا فضل لعربي على أعجمي ولا أبيض على أسود إلا بـ التقوى ) ....
هذه واحده
الثانية ...
لُمت كثيراً الشعوب العربية , و ألوم أنا معك الشعب الفلسطيني بقدر ما ألوم الشعوب العربية , فـ الإقتتال الداخلي ما بين حماس وفتح _ والوضع متشابك هناك أعلم ذلك , ويصعُبُ بَتْ أحكاماً قاطعة فيه _ ولكن لا يبرر أبداً إنتصار كل فصيل لنفسه على حساب الآخر وقبل ذلك على حساب القضية التي جيِّشوا من أجلها الشعب الفلسيطني ورائهم وقسموهُ نِصفين ... وكذلك الإستقواء بـ إيران و إسرائيل من كلا الجانبين لن يحرر القدس أيضاَ ...
لن تتحرر يا شاعرنا الكبير بمثل هذه العنصرية العربية التي أُسكرِنا بها طيلة هذا القرن والقرن المُنصرِم ولم تأتي أُكلها , بل ألقت بنا إلى الوراء كثيراً .... ولن تتحرر أيضاًَ بـ أن نُلقي التُهم على الآخرين بينما نحنُ مخطئون أيضاً .... لابد للجميع من وقفات ومراجعات حتى نعرف ونفهم , كيف وصلنا إلى ما وصلنا إليه الآن .
, فـ لنقرأ التاريخ أولاً ,
وإن كان صلاح الدين _ الكُردي _ قد حرر القدس من إجل عربيتها _ لـ ثاروا الأكراد - وهم غير عرب - ضده .
وإن كان قاتلا من أجل القومية العربية بييرس وقُطُز - وهما المماليك " أحدهما شركسي والآخر تُركي " غير العرب - , لفعلانها بـ إسم عروبتنا نحن .
هو هذا الدين يا شاعرنا الكبير الذي أحتوى كل هذهِ العرقيات وأحتوى من بعدهم المغول الذين لم يستطيعوا بعد إجتياح العالم الإسلامي أن يُغيروا هذا الدين فـ أسلملوا وقاتلو - ويا للعجب _ من أجله , وليس من أجل عرقهم أو عروبتنا .
شكراً جزيلاً على قصائدك الرائعة وعلى شاعريتك ومضامينك البناءة ,,,
وكل عام وأنت وجميع أهل المنتدى بـ ألف خير