كلمة للرئيس في العيد الخامس والخمسين لثورة يوليو

كلمة للرئيس في العيد الخامس والخمسين لثورة يوليو
مبارك: مصر القوية المستقرة فخر لأبنائها وسند لأمتها
السيادة الوطنية تكتمل برفض التواجد الأجنبي علي أرضنا والتدخل في شئوننا
الأولوية القصوي لأمننا القومي واستكمال الديمقراطية ومحاصرة الفقر
مزيد من خدمات التعليم والصحة والبنية التحتية الجاذبة للاستثمار بسيناء والصعيد
لا نملك التخلي عن أمتنا ونتعامل مع قضايا المنطقة بشرف وتجرد

كلمة للرئيس في العيد الخامس والخمسين لثورة يوليو G-3-1-A

كلمة للرئيس في العيد الخامس والخمسين لثورة يوليو G-3-1-A

أكد الرئيس حسني مبارك ان الأولوية الآن لمصر وشعبها هي استكمال الديمقراطية لمواصلة الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي ودفع جهود التنمية إلي الأمام.. وقال الرئيس مبارك في كلمته للأمة بمناسبة الذكري الخامسة والخمسين لثورة يوليو المجيدة: إننا نتطلع للمزيد من المعدلات المرتفعة والمتواصلة للاستثمار والنمو واتاحة فرص العمل والمزيد من خدمات التعليم والرعاية الصحية والبنية التحتية الجاذبة للاستثمار في سيناء والصعيد وعلي امتداد أرض الوطن والتوسع في شبكة الضمان الاجتماعي وجهود محاصرة الفقر ومساندة محدودي الدخل.
وقال الرئيس: إننا لا نملك التخلي عن قضايا أمتنا ومنطقتنا ويتواصل سعينا لتحقيق سلام الشرق الأوسط وأمنه واستقراره ونتعامل مع قضايا وأزمات منطقتنا بشرف وتجرد مقتنعين بأن مصر القوية المستقرة فخر لأبنائها وسند لأمتها وسيظل أمن مصر القومي شاغلنا الشاغل وأولوياتنا القصوي لا نفرط فيه ولا نتهاون في الدفاع عنه.. لأن الاستقلال الحقيقي هو استقلال الإرادة الوطنية بعيدا عن أي ضغوط أو إملاءات والسيادة الحقيقية تكتمل برفض أي تواجد أجنبي علي أرضنا وأي تدخل في شئوننا.. وفيما يلي نص كلمة الرئيس:
الإخوة المواطنون..
نحتفل اليوم بذكري الثورة.. تمر بنا الذكري الخامسة والخمسون ليوم خالد من أيام مصر.. وعلامة فارقة في تاريخها المعاصر.
كانت الثورة تتويجاً لنضال طويل خاضه شعب مصر.. دفاعا عن حريته وحقه في وطن مستقل.. مرفوع الرأس موفور الكرامة.
نضال طويل شهد رموزاً عظيمة للعمل الوطني.. أمثال عرابي. ومصطفي كامل. ومحمد فريد. وسعد زغلول.. وغيرهم.. قادوا كفاح هذا الشعب من أجل الحرية والاستقلال.
نجحت الثورة في انهاء الاحتلال. وبدأت جهوداً طموحة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية. ومضت من مرحلة لمرحلة علي طريق شاق.. في مسيرة حمل لواءها الزعيم جمال عبدالناصر. وقادها من بعده الرئيس أنور السادات. ثم شرفت بتحمل أمانتها ومسئوليتها من بعدهما.
خاضت الثورة معارك عديدة في الداخل والخارج.. واجهت تحديات صعبة وأحداثاً متلاحقة.. ومضت في طريقها ما بين مد وجزر.. انطلاق وانحسار.. نصر وانكسار.
ولقد أثبتت الثورة دوما قدرتها علي تصحيح مسارها.. واستيعاب دروس النجاح والإخفاق.. لم تكن عبر مسيرتها أسيرة لقوالب جامدة أو فكر متحجر.. وإنما كانت واعية لحركة التاريخ.. ولتطور الأوضاع في محيطها الإقليمي والدولي.
الإخوة والأخوات:
لقد قطعنا شوطا طويلا في مسيرة عملنا الوطني منذ خمسينيات القرن الماضي.. مضت بنا هذه المسيرة عبر مراحل متعاقبة.. وصرنا نواجه واقعاً جديداً علي أرض مصر.. وأوضاعا مغايرة في منطقتنا والعالم من حولنا.
باتت لدينا فوق أرض الوطن.. تحديات وطموحات وأولويات جديدة.. كي نوفر الحياة الكريمة لأبناء وطن عريق.. تضاعف سكانه لأكثر من ثلاث مرات منذ قيام الثورة.. وزاد تعداده ثلاثة وثلاثين مليون مصري ومصرية منذ تحملي المسئولية.
باتت الأولوية الآن لمصر وشعبها.. لاستكمال ديمقراطيتنا.. لمواصلة الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي.. ولدفع جهود التنمية إلي الأمام.
لقد حققنا معا إنجازات عديدة.. ونتطلع إلي المزيد.. نتطلع للمزيد من ترسيخ دعائم الديمقراطية ولتعزيز ممارساتها.. وفق خطوات واثقة تدعم التعددية وأنشطة الأحزاب.. تأخذ في اعتبارها دروس الحياة السياسية قبل الثورة وبعدها.. وتنأي عن ممارسات ومثالب زعزعت استقرار مصر.. وكانت من بين أسباب قيام الثورة.
نتطلع للمزيد من المعدلات المرتفعة والمتواصلة للاستثمار والنمو وإتاحة فرص العمل.. للمزيد من إتاحة خدمات التعليم والرعاية الصحية والارتقاء بجودتها.. للمزيد من البنية التحتية الجاذبة للاستثمار في سيناء والصعيد وعلي امتداد أرض الوطن.
نتطلع للمزيد من التوسع في شبكة الضمان الاجتماعي. وللمزيد من جهود محاصرة الفقر ومساندة محدودي الدخل.. ونتطلع لكل جهد وطني مخلص.. يسهم في التصدي لمشكلات المواطنين. ويحقق طموحاتهم المشروعة لحاضر ومستقبل أفضل.
الإخوة والأخوات والأبناء:
إننا إذ نبذل أقصي الجهد في التعامل مع قضايا الداخل. لانملك التخلي عن قضايا أمتنا ومنطقتنا.
يتواصل سعينا لتحقيق سلام الشرق الأوسط وأمنة واستقراره. ولا تتوقف جهودنا واتصالاتنا مع الأشقاء علي الساحتين الفلسطينية واللبنانية. وفي العراق ومنطقة الخليج ودارفور والصومال.
نتعامل مع قضايا وأزمات منطقتنا بشرف وتجرد.. مقتنعين بأن مصر القوية المستقرة هي فخر لأبنائها وسند لأمتها.. ومدركين لانعكاسات هذه القضايا والأزمات علي أمن مصر القومي.
سيظل أمن مصر القومي شاغلنا الشاغل.. وأولوياتنا القصوي.. لا نفرط فيه أبدا تحت أي ظروف. ولا نتهاون في الدفاع عنه باذلين كل غال ونفيس.
لقد تخلص شعب مصر من الاحتلال البريطاني بعد الثورة.. وعاد ليخلص سيناء من الاحتلال الإسرائيلي عام ..1973 إلا أن الاستقلال والسيادة لا يعنيان مجرد زوال الاحتلال.
إن الاستقلال الحقيقي هو استقلال الإرادة الوطنية.. بعيدا عن أية ضغوط أو إملاءات أو مشروطيات. والسيادة الحقيقية إنما تكتمل برفض أي تواجد أجنبي علي أرضنا. وأي تدخل في شئوننا.. وسيظل شعب مصر متمسكا باستقلال إرادته وسيادته.. يدافع عنهما بثقة وإيمان وعزم لا يلين.
حفظ الله مصر وطنا عزيزا نعيش كراما تحت رايته. وشعبا أبيا يمضي في مسيرته.. وينشد الخير للجميع.
كل عام وأنتم بخير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته