ماذا اعددت لاول ليله في شقتك القادمه؟
هي حفرة صغيرة ومنزل من منازل الاخرة وهي بدايه قيامه العبد بعد موته
أما علمت أنها ليلة شديدة, بكى منها العلماء و شكى منها الحكماء
واستعد لها الصالحون الأتقياء..؟؟
فارقت موضع مرقدي
القبر أول ليل * بالله قل لي ما يكون
القبر و إن كان برزخا فإنه أول منازل الآخره فقد يسعد فيه المؤمن فتكون روحه في الجنه تسرح حيث شاءت جزاء إيمانه و تقواه , ويفسح له في قبره و يملأ عليه خضرا الى يوم يبعثون , وينور له فيه , و ينام و نومة العروس الذي لا يوقظه إلا احب أهله إليه و يفتح له باب إلى الجنه فيأتيه من روحها و ريحانها و ينظر إلى ما فيها و يلبس من الجنه و يفرش له منها و يمثل له عمله الصالح على هيئة رجل حسن الوجه يبشره بالذي يسرّه و يؤنسه في قبره.
أخوتي واحبائى فى الله:-
هل تطمع أن تكون ممن حازوا نعيم الدنيا و البرزخ وينتظرهم النعيم الأعظم في الآخر و رؤية الله تعالى ونيل رضوانه إذا عليك أن تصلح حالك مع الله.
فهلم إلى دخول على الله و مجاورته في دار السلام بلا نصب و لا عناء و لا تعب.
و اعلم رعاك الله أن نعيم الجنه يفوق الوصف , و يقصر دونه الخيال , ليس لنعيمها نظير فيما يعلمه أهل الدنيا , فالجنه كما ورد في بعض الآثار لا مثل لها : (هي نور يتلألأ و ريحانه تهتز و قصر مشيد , و نهر مطرد , و فاكهه نضيجه , وزوجه حسناء جميله , و حلل كثيره , في مقام أبدا , في حبرة و نضرة و في دور عاليه سليمه بهيه)
وقد سأل الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم عن بناء الجنه فقال: (لبنه من ذهب , ولبنه من فضه , و ملاطها المسك الأذفر , و حصباؤها اللؤلؤ و الياقوت , و تربتها الزعفران , من يدخلها ينعم و لا ييأس , و يخلد و لا يموت , ولا يبلى ثيابهم , ولا يفنى شبابهم)و صدق الله حيث يقول ((و إذ رأيت ثم رأيت نعيما و ملكا كبيرا)) و ما أخفاه الله عنا من نعيم الجنه شيء عظيم لا تدركه العقول و لا تصل إلى كنهه الأفكار.
فتفكر في أهل الجنه , و في وجوههم نضرة النعيم , يسقون من رحيق مختوم , جالسين على منابر الياقوت الأحمر في خيام اللؤلؤ , متكئين على الأرائك منصوبه على أطراف انهار الخمر و العسل و الماء و اللبن محفوفه بالغلمان و الولدان , مزينه بالحور العين , من الخيرات الحسان , كأنهن الياقوت و المرجان , لم يطمثهن إنس قبلهم و لا جان , آمنات من الهرم و البؤس , مقصورات في الخيام , قاصرات الطرف عين , ثم يطاف عليهم بأكواب و أباريق و كأس من معين , بيضاء لذة للشاربين , ويطوف عليهم ولدان كأمثال اللؤلؤ المكنون , جزاء بما كانوا يعملون , في مقام أمين , في جنات و نهر , في مقعد صدق عند مليك مقتدر , ينظرون فيها إلى وجه الملك الكريم , وقد أشرقت في وجوههم نضرة النعيم , لا يرهقهم قتر و لا ذلة , بل عباد مكرمون , فيما اشتهت أنفسهم خالدون , لا يخافون فيها و لا يحزنون , فهم فيها يتنعمون , و يأكلون من أطعمتها و يشربون من أنهارها , أراضيها من فضه , و حصباؤها مرجان , و أترابها المسك , و نباتها الزعفران , يأتون بأكواب الرحيق المختوم , ممزوج به السلسبيل العذب فيا عجبا لمن يؤمن بدار هذه صفاتها و يؤمن بأنه لا يموت أهلها و لا تحل الفجائع بمن نزل بفنائها , ثم يأنس بدار قد أذن الله في خرابها و كيف يهنأ بعيش دونها و كان جديرا به أن يهجر الدنيا بسببها.
نعيم دائم , سكون وراحه , و كل ما تريد تجد أتقف مبهورا أربعين سنه إذا رأيت الحوريه الواحده تجتمع مع اهلك و خلانك , و تراهم في اجمل صوره و أحلى هيئه نعيم لا شفاء , خلود بلا موت , فرح بلا حزن.
اغمض عينيك دقيقه واحده و فكر في هموم الدنيا و مصائبها و كربها و حرها و بردها و مشاكلها و متطلباتها...
ثــــــــــــم
فكر بنعيم الجنه و حورها , و جمالها و راحتها و أطمئنانها..
فكر في أن كل ما تريد يأتي لك و كل ما تشتهي تحصل عليه..
بالله عليك أتوجد مقارنه..؟؟
ألا تخاف أن لا تكون من أهل الجنه..؟؟