مع قدوم فترة الاجازة الصيفية قررت أن أتواصل معكم في هذا القسم المخصص للمقالات التي قمت بكتابتها....
و لم أجد أفضل من مقالة " أحلي صيف في حياتي " لأبدأ به معكم ...
أحلي صيف في حياتي
فترة الصيف ينتظرها كثير من الشباب والفتيات للانطلاق والترفيه بعد عام دراسي طويل أو فترة طويلة للعمل بدون إجازات ولهذا فهي فترة محببة لكثير منا؛ حيث نستمتع فيها بالوقت.
ولكن الصيف بما فيه من فراغ وأوقات كثيرة غير مستغلة وبما فيه من مصايف وسفريات وسهرات إما أن يكون سبباً في سعادة واستفادة الشباب أو أن يكون سبباً في تضييع الوقت وكثرة الذنوب وضياع العمر حتى تجد الواحد منا عنده 30 سنة وليس له خبرات لا في مجال العمل ولا حتى عنده أبسط معلومات الدين وذلك بسبب أنه فقط كان يلعب في الصيف...
وهذا ليس خطأ على الإطلاق فأنا أوصيكم بالاستمتاع والترفيه لأن النفس تميل للراحة وحب الترفيه وإذا حملتها أكثر من طاقتها تمل وتصاب بالكسل ولكن يجب ألا ننظر تحت أقدامنا، فعلينا أن نهتم بالمستقبل، سواء مستقبلنا في الدنيا أو مستقبلنا في الآخرة ويجب أن نتكلم عن كيفية الاستفادة بالصيف في زيادة مهاراتنا وخبراتنا وأيضاً في القرب من الله وألا يكون هذا الصيف ما هو إلا شهور للمعاصي والذنوب.. وأعود لأقول مجددا: هذا بجانب الترفيه..
- أولاً نحتاج لتعريف معنى السعادة التي يبحث عنها كثير منا -الشباب أو الكبار- السعادة هي التي تدخل السرور على قلبك دون عواقب في المستقبل تزيل هذا السرور مرة أخرى..
فالسعادة المستمرة أفضل من سعادة وقتية في شيء خطأ أو غير مفيد ثم تكون العاقبة مضرة وتخيل واحدا في ثانوية عامة شعر بأن المذاكرة متعبة فقرر أنه لن يكمل السنة ولن يدخل الامتحان، وأكمل أصحابه وبدأت فترة الامتحانات العصيبة..
هو:
ينام براحته..
يتفرج على التليفزيون براحته..
يخرج براحته..
هم:
يذاكرون ويسهرون..
دروس ليل ونهار..
ثم بعد نهاية السنة..
هو:
ندم على ما فات وعدم النجاح في الدنيا..
هم:
فرحة بمستقبل أكثر استقراراً..
لذلك... كلنا سنلعب وسنرفه عن أنفسنا ولكن لن ننسى أن قيمتنا هي قيمة ما نحمل من مهارات ومبادئ، وذلك على مستوى الدنيا والدين..
لذلك على مستوى الدين كثير من الشباب والفتيات بيحاولوا يقربوا من ربنا في فترة الشتاء بحضور الدروس وسماع الأشرطة أو القراءة وتأتي فترة الصيف فيرى الجو المحيط لا يساعده على القرب من الله فيسقط في كثير من المعاصي بسبب الجو المحيط وهو ما يفقده حلاوة ما كان يشعر به في القرب من الله من سكينة وطمأنينة.. "والذين ءامنوا وعملوا الصالحات وءامنوا بما نزل على محمد وهو الحق من ربهم كفر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم".. سورة "محمد"، آية 2..
صلاح البال هذا لا يأتي إلا من رضا الله والمعصية تزيل هذه السكينة والطمأنينة؛ لذلك أوصي كل أصحابنا وأخواتنا بانتقاء صحبة الصيف وأماكن الخروج والمصيف والبعد عن شواطئ بها خمور مثلاً أو اختلاط وعري الله لا يحبه.... سافروا يا شباب واسعدوا ولكن لا تذهبوا إلى أماكن تفقدون فيها دينكم وحلاوة القرب من الله ولا تنخدعوا بكثرة من يعصون الله في الصيف فتظنون أن هذه هي السعادة والانطلاق... لا والله.. ربنا أغلى علينا من ده كله..
أما بالنسبة للوقت، فأنا أعمل مدرسا في إحدى المدارس الدولية وعاملين نشاط صيفي "Summer School" هل تعلمون أن المسئول عن هذا النشاط طلبة أمريكان جاءوا في فترة الإجازة إلى مصر ليتدربوا ويتعلموا كيفية التدريس للأولاد حتى يكتسبوا هذه الخبرة في فترة الإجازة عندهم.. هذا هو سر تقدمهم.. إنه استغلال الوقت.. لذلك أنا أنصح كل أصحابنا وأخواتنا ألا يكون الصيف فقط تليفزيون وصحيان الساعة 3 العصر ولكن اخرج وصيف ونام بس عليك بالعلم والقراءة.. يا جماعة كفانا استهزاء بالقراءة والعلم لأن الدنيا في الغرب سبقتنا بسبب اهتمامهم بالقراءة وبالقراءة تعرف ربك ونبيك ودينك..
وأنا أسألك:
هل تعرف الاسم الرباعي للنبي صلى الله عليه وسلم؟
هل تعرف أحب الأعمال إلى الله؟
هل تعرف أكبر الذنوب التي تدخل النار؟
هل تعرف نواقض الوضوء؟
هل تعرف أكثر الأعمال التي تدخل الجنة؟
لذلك فأنا أقدم لكم مجموعة من الاقتراحات التي من الممكن أن تملأ وقت فراغنا أثناء الإجازة:
1- ممكن نأخذ أي دورة تدريبية Course لغة- كمبيوتر- Sales- Marketing الأشياء التي يحتاجها سوق العمل حتى إذا تخرجنا كنا أحق بالعمل.
2- العمل الخيري.. هناك مناطق كاملة للفقراء قائمة على مساعدات الجمعيات الخيرية التي هي قائمة على تطوع الشباب وإنفاقهم من وقتهم لإسعاد غيرهم بالفعل الخيري من كفالة أيتام وتوزيع أطعمة وتعليم الأميين.
لماذا لا يكون لك دور إصلاحي معهم؟ تنفع نفسك وتكتسب خبرات واحتكاكا مع أصناف مختلفة من البشر وأيضاً تخدم غيرك وتنفع غيرك وكما جاء في الأثر: "أحب العباد إلى الله أنفعهم للناس" وقال النبي: "المؤمن كالغيث (المطر) أينما حل نفع"..
3- العلم والقراءة..
وأنا سأقول لكم على كتب رائعة نتعلم فيها ديننا ببساطة جداً ونتعرف فيها على ربنا والنبي -صلى الله عليه وسلم- والجنة كمان:
- كتاب البحر الرائق في الزهد والرقائق "أحمد فريد"
السيرة النبوية.. "محمود المصري"
رحلة إلى الدار الآخرة.. "محمود المصري"
كتاب رياض الصالحين "أحاديث".. الإمام "النووي"
صور من حياة الأنبياء والصحابة والتابعين.. "محمود المصري"
العادات السبع لأكثر الناس فاعلية "ستيفن كوفي"..
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ"..
وهو يعني أن هناك نعمتين كبيرتين أعطاهما الله للناس لينتفعوا بهما ويتقدموا في الدنيا ويقتربوا منه..
الصحة
الفراغ
كثير من الناس استغل هاتين النعمتين فيما ينفعه في دينه ودنياه، وآخرون خسروا هاتين النعمتين أو كانتا سببا في تخلفهم في الدنيا أو بعدهم عن ربهم..
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- "لن تزول أقدام عبد حتى يسأل عن أربع؛ عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن علمه ماذا عمل به"..
وإجازة سعيدة ومفيدة وإيمانية إن شاء الله..
فلن تتحرك من أرض الحساب حتى تسأل عن هذا العمر وهذا الشباب كيف استثمرته..
بقلم
الاستاذ مصطفي حسني