عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي سنتشرف بتسجيلك شكرا ادارة المنتدي
منتدي علشانك يا قمر
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي سنتشرف بتسجيلك شكرا ادارة المنتدي
منتدي علشانك يا قمر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
style>
سيتم اصدار العدد الاول من مجلة ((ع السلم )) قريبا علي من يريد الاشتراك بالمجلة ارسال كتاباته علي البريد الالكتروني الخاص بالمنتدي today_family@yahoo.com
رشح معانا احلي موضوع لهذا الاسبوع ابتدءا من الاسبوع القادم علي هذا الرابط https://todayfamily.all-up.com/montada-f48/topic-t2587.htm#25558
مطلوب مشرفين للعمل في جميع اقسام المنتدي رشح نفسك اذا كنت مستعد لبذل مجهود من اجل المنتدي
تعلن ادارة المنتدي عن فوز الكاتب (( الأسطـــــــــــي )) في مسابقة احلي موضوع بكتاباته الرائعة وهي ((الترنيمة الضائعة )) الف مبروك يا اسطي
موضوع: هل فقدنا الكاتب.. أم المفكر.. أم المقاتل.. أم النقابي الثلاثاء 18 نوفمبر 2008 - 5:01
هل فقدنا الكاتب.. أم المفكر.. أم المقاتل.. أم النقابي العظيم؟ كيف ننعي رجلا اختصه الله بأعظم الصفات؟
أنهار الدموع لن تملأ إلا جدولا صغيرا في بحار الحب التي أجراها أستاذنا وقدوتنا بينه وبين كل من عرفه عن قرب وكل من قرأ له ولم يره. كلنا اليوم يبكي صلاح الدين حافظ الصحفي والكاتب والإنسان والمناضل والنقابي والمفكر.
نبكيه ونحن نعلم أن قدر مصر أن تودع عظماءها واحدا وراء الآخر ليتركونا بعدهم يتامي نلوم أنفسنا لأننا لم نستزد منهم أكثر, ولم نلتصق بهم أكثر وأكثر, ولم نكرمهم في حياتهم أكثر وأكثر وأكثر.
ها هي الأهرام تفقد قطعة من قلبها.. قطعة كانت أحد مراكز الإشعاع منذ اللحظة التي تخرج فيها في كلية الآداب جامعة القاهرة عام1960 وحتي اليوم الذي صعدت فيه الروح إلي بارئها يوم17 نوفمبر عام2008.
رحل صلاح الدين حافظ الفارس النبيل والخصم الشريف والمقاتل من أجل الحق تاركا لنا نهرا من الحكمة المصفاة ليس من خلال أعماله الصحفية الفريدة, وليس من خلال كتبه العظيمة فقط, ولكن من خلال مواقف جليلة عاشها وعشناها معه طوال سني حياته, ولم يدع موقفا واحدا يمر إلا وترك فيه بصمة تحمل اسمه: صلاح الدين حافظ.
وبقدر ما كنا نفخر ـ نحن أبناء الأهرام ـ بأننا نعمل في نفس الجريدة وفي نفس المبني الذي يخطو صلاح الدين حافظ فوق طرقاته كل يوم, بقدر ما يعتصرنا الألم علي الأب والأخ والأستاذ الذي مات بيننا مرتين مرة في الثالث من أغسطس الماضي حين فقد ابنه وفلذة كبده وزميلنا إيهاب, ومرة أخري يوم السابع عشر من نوفمبر من عام2008.
لم تمض أربعة أشهر علي الميتة الأولي حتي سقط الرجل المكلوم علي ولده في ميتة ثانية وما أظنها ميتة نهائية فمثل صلاح الدين حافظ يظلون بيننا أحياء حتي ولو وارينا أجسادهم التراب.
اليوم نودع صلاح الدين الذي انجبته محافظة المنيا يوم8 ديسمبر من عام1938 فعاش سبعين عاما في هذه الدنيا نظنها ـ ولا نزكيه علي الله ـ مشوارا مثاليا لشخص لم يضبط عليه أحد خطأ واحدا طوال حياته, بل إن كل من تعامل معه تمني لو كان الله قد رزقه بمواهب وأخلاق ورجولة ونبل صلاح الدين حافظ.
لم ينجب الرجل من الأبناء سوي إيهاب ـ عليه رحمة الله ـ وغادة ـ متعها الله بالصحة وطول العمر. هذا حسب شهادات الميلاد, لكنه أنجب مئات الصحفيين والصحفيات علي مدي مشواره المهني الذي بدأه مع تخرجه عام1960 في صحف الأخبار والتعاون والشعب حتي استقر في الأهرام ليتقلد فيها عدة مناصب مابين مدير الديسك المركزي وسكرتير تحرير الأهرام ومساعد لرئيس التحرير ونائب لرئيس التحرير ورئيس تحرير مجلة دراسات إعلامية والمشرف علي الأهرام الدولي والعربي في الفترة من1985 حتي2001.
ومن حسن حظ الأهرام أن ابنها صلاح الدين حافظ لم يكن ماهرا فقط في فنون العمل داخل المطبخ الصحفي إلي الدرجة التي جعلته مدرسة تعلمت منها الأجيال, بل كان أيضا كاتبا ومفكرا وصاحب رؤية نافذة ليصبح مع كل ذلك منبرا من منابر الرأي في الأهرام التي كان ينتظرها يوميا ملايين القراء.
وعلي الرغم من أن هموم صلاح الدين حافظ كانت عامة وشاملة وعابرة للحدود المصرية إلي الدول العربية الشقيقة إلا أن قضيته الأساسية التي أفني عمره في الترويج لها دون أن يكل هي قضية الديمقراطية والحرية, كان مهموما إلي الدرجة التي جعلت الكثيرين يقولون إن صلاح الدين حافظ مريض بالديمقراطية وليس بالمرض الخبيث.
وإذا كانت صالة التحرير بالأهرام وترابيزة الديسك المركزي تبكي اليوم صلاح الدين حافظ, فإن المكتبة العربية تبكيه ربما بنفس الدرجة لأنها كانت تنتظر منه المزيد من الكتب العظيمة حتي يمتليء الرف الذي يحمل اسم صلاح الدين حافظ ويضم علامات أكثر منها كتب. قطعا كلنا نعرف هذه العناوين: حرب البوليساريو, صراع القوي العظمي حول القرن الإفريقي, أفغانستان الإسلام والثورة, الثورة والديمقراطية, أحزان حرية الصحافة, عرب بلا غضب, صدمة الديمقراطية, تهافت السلام, كراهية تحت الجلد.
من المؤكد أن الذي لم يقرأ هذه الكتب فاته الكثير لكي يفهم ما يجري حوله, لكن الذين قرأوا صلاح الدين حافظ ـ وهم كثر ـ كانوا أحرص الناس علي تكريمه في حياته, فقد كان دولاب جوائزه يضم الميدالية الذهبية للمنظمة العالمية للصحفيين, ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولي, وجائزة مصطفي وعلي أمين وشهادة الاستحقاق من جامعة القاهرة لدوره في الصحافة والعمل العام ووسام الصحافة العربية عام2002 بالإضافة إلي تكريم نقابة الصحفيين المصريين له كأحد أعظم الصحفيين في تاريخ مصر.
وعلي ذكر النقابة ينبغي اليوم أن نعترف بأن صلاح الدين حافظ كان يمكن أن يكتفي بدوره ككاتب سياسي ومفكر وتلك مهمة عظيمة تستغرق الوقت, لكنه لم يشأ أن يقضي حياته المهنية في برج عاجي بل نزل ليمارس العمل النقابي علي المستوي المحلي وعلي المستوي العربي ليقضي شطر حياته بين زملائه الصحفيين المصريين والعرب. انتخب صلاح الدين حافظ سكرتيرا عاما لنقابة الصحفيين المصريين مرتين, الأولي في الفترة من1967 حتي1971, والثانية في الفترة من1973 وحتي1977, كما انتخب أمينا عاما لاتحاد الصحفيين العرب من عام1976 حتي عام1979 ثم انتخب مرة ثانية عام1996 ليظل حتي لحظة وفاته الأمين العام لاتحاد الصحفيين العرب, وكان آخر مواقفه النقابية الفريدة حين اعتذر لنقيب الصحفيين مكرم محمد أحمد عن عدم قبول ترشيحه كرئيس لاتحاد الصحفيين العرب مفضلا أن تعطي الفرصة لدماء جديدة بعد أن أدي الكبار دورهم. كان هذا هو آخر المواقف التي تدرس في حياة صلاح الدين حافظ والتي مات بعدها بأيام.
فهل اقتصر دور راحلنا العظيم علي النقابة في مصر واتحاد الصحفيين العرب؟ أبدا فقد كان صلاح الدين حافظ مؤسسا لاتحاد الصحفيين الأفارقة, وعضو مجلس أمناء منظمة المادة19 بلندن المدافعة عن حرية الصحافة.
لم يكن صلاح الدين حافظ من الذين يتاجرون بآلامهم, بل إنه كان يفضل أن يتألم وحده وفي صمت ويخوض معركته مع المرض, وهذا ما حدث عام1998 حين علمت مصر أن المرض الخبيث ينهش في جسد صلاح الدين حافظ وهو ما جعل الرجل يذهب إلي كليفلاند بأمريكا طلبا للعلاج, ورغم صعوبة هذا المرض إلا أن قدرة صلاح الدين حافظ علي الصمود جعلته يشهر سيف إرادته في وجه السرطان ويقول له عبارته الشهيرة:
لا شيء يهزم المرض الخبيث إلا قوة الإرادة, فالمناعة الحقيقية هي أن تطفو بصلابة فوق المشكلات, وأن تضحك وأن تتذوق متعة الحياة بلا تنغيص.
نعم احببنا صلاح الدين حافظ لأنه يستحق
نعم كرمنا صلاح الدين حافظ لأنه علمنا
نعم قرأنا صلاح الدين حافظ لكننا لم نتعلم بما فيه الكفاية.
نعم نودعك اليوم يا أستاذنا, لكن عزاءنا الوحيد الذي سيلهمنا الصبر هو الثروة التي تركتها لنا والتي ستكفينا جميعا.. فقط لو عرفنا قيمتها.
هل فقدنا الكاتب.. أم المفكر.. أم المقاتل.. أم النقابي