هـ ليلتنا ــــذه

لو نطق الجمال بقبح لقاله جميلا
ولو تواضعت الروعة لظهر تواضعها في قمة الروعة
فكيفما تكتبين ثمة جمال
وأنى تواضعت هناك روعة رفيعة
ألا ترين يا هدوئي الذهبي أن ابتسامة منك أرى فيها ما لا أراه في أفراح العالم؟
و أن كلمة أحبك ما دمت تنطقينها أسمعها خريرا تارة وتارة هديلا وحفيفا وزقزقة ونواحا وضحكا وتصفيقا وأنينا يتلاعب بمشاعري المتعبة في كل حين كما يشاء ومتى يشاء؟
تجيدين قول أحبك؟
اذن انت تجيدين قول قصيدة أقرأها وحدي
و أذوب فيها وحدي
و أموت فيها وحدي
ثم أبعث فيها وحدي
تجيدين الابتسام بسمتي الدافئة؟
إذن أنت بشراييني تجيدين التجذيف لخوض أبحر الروعة ومحيطاتها لإخراجي مني فلا خوف عليا ولا حزن
لا أنا أقل من أن تكتبي فيا روائع*لأني حبيبك* ولا أنت أقل من أن ترسمي ثم تلوني فكرتك النسيمية على لوحتي الروحية*لأنك تحملين ريشة شعراتها مكونة من أحرف أحبك*
أحبك لوحدها جسد لروح تحمل من المعاني ما يكفيني أن أنشغل عن البحث عن مكامن الروعة وعن المقارنة بين ما كتبته وما كتبه الآخرون
أحبك لوحدها يا"بك ظلي"
انسان يحتاج دراسة في مادياته ولا مادياته
فكما الانسان تكونه جزيئات صارت هامة للبحث فكذاك أحبك تكونها أحرف.. البحث فيها هام هام هام حد الغرق
أحبك
ليست الألف ألفة ولا الحاء حكمة والباء بهاء ولا الكاف كرامة
اني لا أحب ترديد التقليدي من الكلام
أ
حــــ
بــــــــــــــ
كـــــــــــــــــــ
فالألف رأس
وانظري اول مرة حين صارحتني بحبك كيف كان الألف وحده دون الاحرف المتبقية متألقا
كيف كان رأسا حقا تتحرك باقي الأحرف تحت إمرته
و انظري كيف نزلت الحاء حرفا كمنزلة الصدر من المرء
جعلت صدري يضطرب املا وتتقيد حركة الهواء فيه
وكل شيء يتوقف
كل شيء
و انظري كم هي الباء تحاكي البطن من جسد الانسان
فحين نطقها أكون قد رأيت فاكهة الحب بجلاء
روح هذا الحب صارت واضحة تماما في هذا الجسد الحرفي
و لكن الجوع صار أوضح منها
جوع الى معرفة لمن هذه الفاكهة الشعرية
هذه الفاكهة الشبيهة بقطعة من جنة
وكل شيء يتوقف
كل شيء توقف
والقدمان لا تستطيعان متابعة المسير
لأن البطن حين تجوع يكتسي كلَّ شيء الخضوعُ
و الزمن يتوقف
وانظري كيف كانت الكاف قدما
ترمز الى المسير
ترمز الى الحكمة الشعرية بعد كل ألم
قائلة
وتستمر الحياة
ويتجدد العبور
فكما أن الانسان كتاب جامع ..والكون صفحاته
على هذا القول الحكيم قيسي
إن كلمة*أحبك* قصيدة ..والقصيدة شرحها
هذه ليلتـــــــــــــــــــــــــــــنا
أيها القدر
تعلم جيدا أنك كصفحة السماء في ليلة ظلماء
وأن ليلتنا هذه قمر
وكما أن الابتسامة حين تمخر عباب الحزن تكون دافئة
فكذاك ليلتنا جمعت بين الثلج واللهب
لتكون دافئة
فخجل حبيبتي السرمدي ثلج
ودعوتها لي أن أقترب لهب
فكم هي ليلتنا دافئة
ومد ليدي حبيبتي ثلج
ومد لقلبي لهب
وبين يديها وقلبي ارتعاشة دافئة
فكل ما بين اثنين متناقضين
دافئ
إلا أحبك
كلما كانت بين
لهيبين
كانت دافئة
فقلبك لهب
وقلبي لهب
وبينهما تجري أحبك دفءا من ذهب
أحبيني بلا خجل
وبلا جرأة
هذا كل سؤالي
أحبيني فقط بحب
في غربتي
أحبيني فقط بحب
لأرسم حولك دائرة ضوئية
لو بقيت داخلها تكونين أنت وأنا
وان تخطيتها تكونين فقط أنا
يا عمرا ازداد على عمري
كما زهرة في باقة في جنة
تكون باقة وجنة
وان سقطت من الباقة كانت جنة
أحبيني
أحبيني
فإني أحبك
دون أن نحتاج الى اختبارنجتازه
فدماؤنا مهما تسارعت رحلاتها نحو القلب
فسيكون شعورنا أسرع
لأن الشعور دم الروح من روح الى روح
والدم دم الجسم من جسم الى جسم
-يا درب وجودي في مجرة العدم-
فأيهما أبقى هو لا يتعب
وأيهما لا يتعب هو الأسرع
ليكوننا
لتكونينني
ولـأكونك

هذه ليلتنا
في ليلتي هذه لن أتمنى سواي ولن يهتف قلبي بغير اسمي ولن تشعر دقاتي بغير دقاتي
لأن يا حبيبتي
كلي فيك
مرسوم
فهل اذا ما صار كلٌّ في شيء نحتاج الى برهان موثوق على ان حبنا لهذا الكل هو حبنا لهذا الشيء؟
خبريني
هل حين أحب عينيك يعني شيئا غير احبك؟
وهل حين أحب يديك يعني شيئا غير أحبك؟
كذلك حين أحب نفسي هل يعني ذاك شيئا غير أحبك؟
في ليلتنا هذه سأكون أنانيا لأكون في منتهى الإيثار حبيبتي
هل يكفيك أن أجعلك تنزلين من عرشك
لأهب لك قلبي عرشا
سابحا على أديم بحر الطفولة؟
هل يكفيك أن اجعلك تتمردين على عالمك
ليكون قلبي عالما
وقلبي زمنا؟
أبدا
أبدا
في ليلتنا هذه
ساحمل كبرياءك الذي نزعته وأدوسه
وندوسه
لأجلنا
و ستغنين أجمل لحن لأجلنا
وستعزفين على أوتار قلبك لتسعدينا أنا وأنت
أغمضي عينيك
أغمضي عينيك يا من انزلتها علي السماء مطرا يسقي ظمئي
أغمضي عينيك يا رائحة زكية قريبة مني ومصدرها بعيـــد
أغمضي عينيك يا لحنا تعزفه لي الطبيعة كما تعزف بآلات الانهار والعصافير والرعود ألحانا للجميع
أغمضي عينيك واسمعي ما يعزفه الحب في دواخلنا
بأناملك
وأناملي
وانظريني واسمعيني والمسيني
وتنفسيني
ثم كونيني
وقبلي عقدا كتب عليه اسم الله ليحفظنا
الله
الله
الله
يا الله
فلتحفظنا
*
*
هل تشعرين باحساسك العميق في دواخلي؟
هل رأيت كم حملت كلماتك الجوفاء إليا من أثقالك؟
أرأيت كيف هي الكلمات كالأسلاك
ان فتحها احدنا ليبحث فيها عن الصوت الذي يسري فيه لما سمعه الى ان يصل الى الهدف؟
كلماتنا كالأسلاك جوفاء لا تحمل معنى هذه كما لا تحمل صوتا تلك
ولكن من هاتف لهاتف يسمع الصوت
اني من قلبي اسمع معناك
أتسمعين معانيا من قلبك؟
**
أتسمعين ذلك الهتاف؟ في كل حرف مما سبق؟
كل حرف كان سلكا لن يسمع فيه احد ما أريد قوله الى ان يصل الى قلبك فتسمعين ما أريد
أردت أن أقول لك في كلماتي الجوفاء
أحبك
في ليلتنا هذه
وفي كل ليالينا
*
*
يا الله
فلتحفظنا
فلتحفظنا يا الله
آمين
آمين