قصة واقعية .. جدا

لا ادرى كيف ولا من أين يمكننى البدء فى سرد وقائع تلك القصة ..

ربما لأنها ليست قصة بالمعنى الواضح .. و لكنها سيرة .. رأيت أنها ستأثر فى كل من يقرأها كما أثرت فىّ أنا و قد عشتها بكل فصولها لحظة بلحظة ..

أولا .. دعونى أقسم لكم بأن كل كلمة سأرويها لكم هم حقيقة لا زيف فيها ولاتزوير ولا مواربة ..

ثم ... لأحدثكم عن صاحب تلك السيرة .. إنه العم " مبارك " .. رجل عجوز .. تخطى العقد الثامن من عمره بسنوات يعدها على يد واحدة .. يقطن فى البناية المقابلة لمنزلى وحيدا ..

و تبدأ قصته منذ الستينات من القرن المنصرم .. النكسة اللعينة فى عام 1967 .. و تهجير الكثيرين من سكان مدينة السويس .. هو أصلا " سويسى " المولد و المنشأ .. أتى إلى الزقازيق - مديتنى - فى تلك الفترة .. و تزوج بسيدة تدعى " أم مصطفى " ..

هى ليست أماً .. و لم تكن أماً فى يوم من الأيام ..فقد حرمها الله نعمة الإنجاب ..و لكنه إستمر معها إلى النهاية و هو الذى لا أهل له ولا إخوة .. اللهم إلا أخت صغيرة تعيش فى الإسكندرية منذ بعيد و لا يتزاوران أبدا .. مقطوع من شجرة كما يقولون ..

المهم .. أصيب الست نعيمة - إسم زوجته الحقيقى - بمرض السرطان اللعين .. و إستمر هو فى الإنفاق عليها طيلة خمس سنوات كاملة عانى فيها كما عانت .. كانا وحيدين مع بعضهما يجمعهما الحب الجميل بين زوجين رضيا بنصيبهما من الحياة و طاب لهما العيش معاً..

إلى أن توفاها الله .. أو فلنقل .. أراحها الله من عذاب كبير .. كان هذا منذ عامين .. و من يومها و هو يعيش وحيدا فى منزله ..

نسيت إخباركم بشىء مهم للغاية .. عم مبارك كان أبا روحيا لكل من يعرفهم . كان حنونا إلى أبعد الحدود .. جوادا ... كريما .. كان يتقاضى شهريا معاشا قدره 800 جنيه .. بالطبع مبلغ جيد جدا لشخص وحيد .. و يمكنه من التوفير .. و لكنه لم يكن يوفر قرشا .. كان ينفق من ماله على الكبير و الصغير .. القريب و البعيد .

أتذكر كم من مرة هنأنى بقدوم العيد و أعطانى " العيدية " فى مودة و حب أبوى جميل .. حتى أمّى كان يضغط عليها لتقبل " العيدية " رغما عنها .. كنا جميعا نتفاءل به و نحب حديثه الذى يحمل لهجة خفيفة الدم ..

ظل لعامين يقضى جل وقت نهاره فى الجلوس معنا على " العتبة " .. أو فى حل مشكلة فلانة مع زوجها .. أو فى زيارة فلان المريض .. انا نفسى لمست كم هو شهم و كريم عندما ضاقت شقتنا الصغيرة بجهاز أختى التى أقترب زفافها .. و تطوع هو بكل شهامة بنقل جزء كبير من جهازها فى شقته .. فالشقة واسعة .. و " هبة دى بنتى "..

تعودنا على جلوسه معنا و كنا ننشغل عليه فى غيابه فهو ليش له أحد غيرنا .. نحن أهالى المنطقة ..

إلى أن جاء يوم الثاثاء الماضى .. فوجئت بجارى - عم ابراهيم الشلوف - يأتى إلى و يخبرنى انهم لا يجدون عم " مبارك " منذ يوم الأحد .. و ذهبوا ليسألوا عنه فى كل مكان فلم يجدوه ..

حينها أعيتنا الحيلة .. فبعثنا لصديق له يدعى " محمد مرجان " كان عم مبارك قد أخبرنا من قبل أنه - أى محمد مرجان - يحوز ما كل ما يخصه ..

و من بين ما يحوزه محمد مرجان .. مفتاح شقته .. فتحنا الشقة و هالنا المنظر .. عم " مبارك " مسجى على أرضية الحجرة .. و قد سال الدم من فيه أنهاراً .. و جحظت عيناه .. و إنتفخ وجهه الشاحب .. و بدأت رائحة العفن فى الظهور ..

لم أستطع - كما لم يستطع الكل - كبح جماح دموعى التى تقافزت فى أحداقى ثم إنفجرت معلنة إنتهاء حياة بستان السعادة الذى أمدنا جميعا بحنانه و دفء أبوته ..

و سريعا سريعا .. أقيم السرادق و جاء المقرىء .. و لكم أن تصوروا كم المأساة التى اعترتنا جميعا حين لم نر فى الصوان غير ضعة أشخاص قليلين .. أخبرتكم من قبل أنه ليس له من معارف ولا أهلين .. حتى عندما وضعوه بعد الغسل فى خشبته .. لم يجدوا من يمشى وراءه إلى مثواه الأخير .. أى ظلم هذا الذى يلاقيه ذلك الرجل ..

لقد كنت من بين المشيعين .. و رأيت كم رجلا حمل نعشه إلى قبره .. لا يتجاوز عددهم الخمسة عشر رجلا .. و بكيت و بكيت .. حزنا و ألما لذلك المسكين ..

ثم فاجأنا عم " محمد مرجان " بمفاجأة .. من بين حزنه و ألمه صاح " يا جماعة .. النور و الكراسى و الخيمة و المقرىء دول كلهم ماحدش دفع فيهم مليم .. دا كله من فلوس عم مبارك الله يرحمه . كان شايل معايا الفين جنيه لليوم دا و هو اللى قاللى مش عايز حد يصرف عليا قرش .. ماحدش دفع حاجة .. كله من ماله .. حتى التربة اللى اندفن فيها كان بيشترك فى تأسيسها و تعميرها من فلوسه .. و فلوس اللى غسلوه و كفنوه من حر ماله .. "
و كانت وصيته .. بيع كل أثاث شقته .. و إضافته على ما سيتبقى من ال 2000 جنيه .. و التبرع بهذا كله لمعهد الأورام ..

و ألا يرث أحد من ورثته - بنتين لأخته - شيئا ..

هل أدركتم كم نبيل و شهم .. و كم هو مسكين ..

إنها قصة رجل عاش للناس ..

انت قلت اللي فيها
واحلي نهاية


قصة رجل عاش للناس



بص يا اسطي انا مش هأقدر اعلق باي كلام
لان للأسف ذي ما قلت قصة واقعية

حسبنا الله ونعم الوكيل

لما حد بكل الوصف اللي وصفته دا
يموت ويتعفن وجيرانه مايخدوش بالهم بغيابه

يبقي حصل ايه في الدنيا ياعالم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

حسبنا الله ونعم الوكيل

يارب ارحمه يارب واجمعه مع الصالحين في الفردوس الاعلي من الجنة يارب







انا لسه كاتبة جملة في ماذا علمتك الحياة
وفعلا القصة دي اثبتلي انها جملة حقيقية
( مهما كان ليك احباب واخوات واصحاب وقرايب
اعرف انه في يوم في الدنيا دي راح تبقي لوحدك ومش هاتلاقي اي حد يطبطب عليك ويراضيك )



شكرا يا اسطي


سلام

وهأقولها معاك
و لكم أن تصوروا كم المأساة التى اعترتنا جميعا حين لم نر فى الصوان غير
ضعة أشخاص قليلين .. أخبرتكم من قبل أنه ليس له من معارف ولا أهلين .. حتى
عندما وضعوه بعد الغسل فى خشبته .. لم يجدوا من يمشى وراءه إلى مثواه
الأخير .. أى ظلم هذا الذى يلاقيه ذلك الرجل ..

لآ اله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين بجد مش عارف اقولك اى ...

البقاء لله يا اسطى

بجد قصة مؤثرة جدا
ربنا يرحمه ويرحم امة المسلمين جميعا

دا المفروض يعلمنا اقل ما يقال يعنى صلة الرحم على الاقل
انا اعرف قصص كتير وياريته حد من الجيران دا بيحصل مع الاباء والامهات ابنائهم مش بيسألوا عليهم لغايه برده ما تبقى دى النهايه يموتوا ومحدش يحس بيهم لما دا بيحصل مع الاهل مستنى ايه بقا يا اسطى

افتكره بكل خير وكل ما تفتكره اقراله الفاتحه

السلام عليكم

البقاء لله يا اسطي

وربنا يرحمه يارب ويجعل مثواه الفردوس الاعلي من الجنة يا رب

البقاء لله

الجميع ..
نورتونى ..
الموضوع فعلا مؤثر جدااااا ..
و الكلام اللى انا كاتبه دا ما يمثلشى ربع الحقيقة .. حاجات كتيرة ماعرفهاش عن الراجل دا ...
إدعوله ..
تحياتى