وكان الطلاب قد لاحظوا أثناء تناولهم الوجبة وجود تعفُّن بالجبن الذي تم تقديمه لهم بوجبة العشاء التي تكوَّنت من (جبن ولبن وبيض وفطير) بمدينة الطلاب، بينما تكوَّنت من (جبن وزبادي وبيض) بمدينة الطالبات، وبعد تناول الطلاب الوجبة وفي وقت متأخر من الليل بدأ الطلاب في الشكوى من آلام بالبطن نتيجة هذه الوجبة، ومما زاد الطين بلَّة عدم وجود طبيب متخصص بالمدن الجامعية؛ فالأمر يقتصر على مشرف طبي واحد فقط.
ازدياد شكوى الطلاب ورغبتهم في التوجه إلى المستشفى الجامعي أو إحضار أطباء متخصصين إلى المدينة أو حتى السماح لهم بالخروج والعلاج على نفقتهم الخاصة.. كل ذلك واجهته إدارة المدن بإغلاق الأبواب في وجه الطلاب حتى السابعة صباحًا دون أي علاج، مكتفِين بإخبارهم بأن سبب هذه الآلام هو نزلة برد طبيعية نتيجة تغيرات الجو!! بعدها تم إحضار 4 عربات إسعاف توجَّهت بالطلاب إلى المستشفى العام بالفيوم ومستشفى نفيسة الحصري الجامعي، ومستشفى الحميات بالسلخانة، بينما توجَّهت الطالبات إلى مستشفى النبوي المهندس الجامعي ومستشفى نفيسة الحصري، ولكنَ الطلاب فوجئوا بعد نصف ساعة فقط من دخولهم المستشفى بحضور مدير المُدُن الجامعية وبصحبته سيارة حكومية رقمها (21/ 197) وقامت بنقل الطلاب عنوةً إلى المدينة مرةً أخرى؛ في محاولة من إدارة المدن للتغطية على ما حدث. وذكر أحد الموظفين بالمدينة للطلاب الموجودين بالمستشفى العام أنه سيتم صرف علاج لهم بالمدينة، بينما حضر الضابط عبد الغفار عبد العليم قائد حرس المدينة والرائد مروان مازن بأمن الدولة بمستشفى نفيسة الحصري، وأجبرا الطلاب على العودة إلى المدينة مرةً أخرى ومغادرة المستشفى عدا 7 حالات فقط لخطورة حالتهم، بينما تبقَّت 40 طالبةً بالمستشفى العام، وبعد عودة الطلاب تم صفّهم وصرف عدد 2 قرص من استراحة قائد حرس المدينة!!.
ولم يقتنع الطلاب بجدوى هذه الأقراص فضلاً عن عدم كفايتها، فتوجَّهت نسبة كبيرة منهم إلى الصيدليات للبحث عن علاج بديل، وقاموا بشرائها على حسابهم الخاص بكلفة وصلت إلى 30 جنيهًا!!.
وأكد الطلاب أيضًا إصابة 6 موظفين ونائبَيْن وطبيب امتياز من العاملين بمستشفى نفيسة الحصري الجامعي بحالة تسمُّم، وتم تعليق المحاليل الطبية لهم؛ حيث يتناول العاملون بالمستشفى نفس الوجبات التي يتم توزيعها على الطلاب.
يأتي كل هذا في حين قام الدكتور جلال مصطفى سعيد رئيس الجامعة اليوم بالحضور وسط الطلاب أثناء تناولهم وجبة الغداء؛ وذلك بعد علمه بقيام إحدى القنوات الفضائية بالتسجيل مع الطلاب حول حالات التسمم!.
وأضاف الطلاب أن هذه ليست أولى حالات التسمُّم من الوجبات الغذائية بالمدن؛ حيث تكررت حوالي 3 مرات في خلال الأربع سنوات السابقة، مؤكدين أن هناك شكاوى مستمرةً للطلاب والطالبات من سوء الوجبات المقدَّمة لهم وتخزينها لمدة طويلة؛ مما يؤدي إلى فسادها ومع ذلك يتم صرفها للطلاب!.