كنت على وشك أن أضحك طاردا ابتسامتي الدافئة حين قرأت لك أن بطلك شعر بالتعب بعد أن اجهد في التجول في انحاء المنزل
وبعد جهد جهيد من النظر في المرآة
وكنت على وشك تخيل هذا المنزل كأنه مدينة الاسكندرية في مساحته
وأن هذه المرآة كانت صدئة فاحتجت الى جهد لصقلها قبل أن ترى نفسك عليها
ولكني تذكرت أن التجول في غرف المنزل
بحثا عن هموم لقتلها وعن فكرة قاتلة تجيد الاختباء
أمر متعب للغاية
وعدت الى ابتسامتي حين تذكرت
أن ليس من أحد أن تخطر على باله مشقة التجول
في انحاء المنزل الا من جربها
سيدي إن خزينة الماضي المغبرة التي تسرق المرء وجهه ولا يعرف نفسه على المرآة
لجديرة بالانتباه
*
*
سأنتبه
*
*
استلقيت على سريري الذي لم يشرخه زمني
لأن زمني لا يعرف سوى شرخ سرائري
و أخرجت صورة لطفل صغير تداعبه سيدة جميلة في الثلاثينات
بابتسامة دافئة كما تلك الصورة التي أضعها بطاقة لي على المنتدى
رحمك الله أمي
ثم ألقي الصورة و لا اجهش بالبكاء
لأن اجهاشي بالبكاء يعني أني لم أبكي صباح وفاتها بما يكفي
أجــــــــــــــــــــــــــل يا سيدي
أحزاننا حين تزول نكتشف أنها كانت أفراحا
ألا نرى انفسنا اننا كلما عشنا حاضرا أسودا ادعينا أن الماضي كان رماديا
رغم انه كان في وقت ما حاضرا مدعين أنه أسود؟
أخرجت صورة اخرى
رحمك الله يا أبي
..لم أحاول أن أبكي
ليس لأني بكيت لحظة وفاته بما يلزم؟
ولكن لأنه علمني حين حياته كيف لا تستجيب أدمعي لنداءات الألم
كان يخفي ادمعه حين يتألم حتى لا نبكي حين نفرح فكيف نبكي حين نُجرح؟
يقولون أن شر البلية ما يضحك
أليس هذا ما تمخضت عنه قريحتك في جملتك
الضحك هو الحزن الذي يفوق البكاء؟
فلا تجزع لن أبكي
ولا تجزع لن أضحك
سأبتسم
ابتسامتي الدافئة هي الوردة التي سأضعها على قبري والدي
ابتسامة لا تعرف الذبول
*
*
عذرا كدت أقول أنك كتبتني لو لم تختم قصتي/ك بالموت
فأنا لا أريد أن اموت على السرير
لا أريد أن اموت وأنا وحيد
إذ كيف اضع ابتسامتي على قبر أحبابي ان قبلت أن أموت على سرير وحدتي؟
*
*
سيدي
هناك بعض من الحروف تكتبنا كما نحن تماما
ولا يشعر بها سوى من رآى
الألف والباء والجيم والدال والهاء والواو والزاي....
لهيبا يخنقه بالدخان
قد كتبتني يا سيدي فابتسم