و مات الطائر الأصفر ...

في منزلي و عندما كنت صغير ... كنت أنظر كل يوم إلى هذا الطائر الجميل الذي أشتراه والداي و وضعاه في القفص ...

كان جميلاً و لكنه لا يغرد ... و شعر أبي و أمي بالأسى لأجله فأحضرا له عصفوره حمراء اللون تشاركه في قفصه و سجنه ... كانا لا يتوقفان عن اللهو و الغناء ...و كأن وجود العصفوره معه قد أنساه هم الحبس .... و في يوم و بينما كنت ألهو كعادتي ... فإذا بالعصفور ممدد في قاع القفص و العصفورة تلعقه بمنقارها .. لم أكن أدري ما هذا الذي يسمونه ( الموت ) .. لا لم أكن اعرفه إلا من خلال أفلام الكرتون ....

أخرجت العصفور و نظرت إلى عينيه و هي تغمض رويداً رويداً ... أقسم بالله العظيم أني تمنيت في ذلك اليوم أن أموت مكانه و أن يبقى يغرد في قفصه مع عصفورته .. و لكنه مات ... و عندما أخبرت أبي قال لي : ألقيه في القمامة و سنذهب لشراء عصفور جديد من تاجر العصافير ... و لكني خرجت حاملاً عصفوري الصغير و قمت بدفنه في ساحة ترابية قريبة من منزلي ... و كان يوماً حزيناً في حياتي ..

اشترينا عصفور جديد و لكن بعد يومين ماتت العصفوره حزناً على صديقها الأسير الذي مات .. و من يومها أقسمت على أن لا اربي العصافير و لا أحبسها في القفص ... و تعلمت من هذا الموقف شيئاً مهماً في حياتي

تعلمت معاني الحرية و الموت و الحب ... و تعلمت أيضاً أن أكون شاعر ....