كتابة الشعر بين الأصالة و الحداثة ...

موضوع اليوم هو موضوع تم طرحه و تناوله على مستوى واسع من الجدل بين كبار رجال الأدب و الشعر و المثقفين لذلك نحن هنا أحاول فقط أن أناقش على قدرنا و على مستوانا و نحدد موقفنا من مناهج و مدارس الشعر الحديثة ....

في البداية أنقل لكم تعليق الأستاذ توفيق الحكيم عن الشعر الحر و أصحاب التجديد الغير مشروط في الشعر : ( العمل الأدبي الناجح هو الذي يكون صعب للكاتب و سهل للقراء .. بحيث يتخيل جميع القراء أن بإمكانهم الإتيان بمثله و لكنهم في الحقيقة لا يقدرون .. و أنا عموماً لست ضد الشعر الحديث و أحبه كثيراً ) من كتاب ( أدب الحياة ) ..

و الناس مختلفين عن هوية مؤسس الشعر الحديث و لكن هناك إجماع كبير على أن قصيدة ( الكوليرا ) لنازك الملائكة كانت بداية هذا النوع من الشعر ...

و أنا سأكتب تعليقي من وجهة نظري البسيطة و أرجو أن نستمع لتعليقاتكم حتى نستفيد من وجهة نظر بعضنا البعض ,..

ببساطة شديدة لا يمكننا القول أن كل عمل يحمل مشاعر و أحاسيس و يعبر عن علاقة الذات بغيرها أو يعبر عن الإنسان بمشاعره و نصرفاته و تناقضاته هو شعر .. و إلا قلنا أن قصص الحب شعر .. و أن الكتب المقدسة و التي تتحدث عن علاقات الإنسان بالله شعر .. أو أن الحكم و الفلسفة أشعار أيضاً .. صحيح هناك فرق بين الشعر الحديث ( الحر ) و بين القصيدة النثرية .. حيث أن الشعر الحر يلتزم كاتبه بتفعيلات متعددة و متنوعة و لكنها من بحور الشعر الشهيرة و تتكرر هذه التفعيلات بحسب الحاجة في كل بيت من أبيات القصيدة .. كما يلتزم بعض الشعراء الجرس الموسيقي في القصيدة الحديثة ... و بشكل عام فمعظم القصائد تعني بالتفعيلات الخماسية بالشكل التالي :

فاعلاتن
فاعلاتن فاعلاتن
فاعلان فاعلاتن فاعلاتن
...
فاعلاتن
فعلاتن فاعلاتن .................. الخ ...

و أنا لست هنا بصدد حصر أشاكال الشعر الحر فهو يحتاج لمن هو أعلم و متخصص أكثر مني و لكن بشكل عام لا يمكننا أن نسمي بعض الاشعار التي تشذ عن هذه القاعدة في الشعر الحر شعراً ..( فالطفل يمكنه أن يضرب بأصابعه على البيانو و يخرج لنا اصوات قد نجدها حلوه و جيدة في بعض الأحيان و لكن لا يمكننا أن نسمى ما ضربه لحناً موسيقياً ) الكلام للدكتور عبد العزيز شرف في كتاب ( كيف تكتب القصيدة ) ..

و يقول الشاعر الكبير و الشهير نزار قباني عن الشعراء الذين يكتبون الشعر الحر فقط ( من لم يكتب القصيدة العمودية ليس بشاعر !! ) .....

أتمنى أن نسمع أرائكم كي نستفيد جميعاً من مناقشة هذا الموضوع المهم خاصة و أنه أصبح ظاهرة تستحق النقاش و أصبح أصحاب الشعر العمودي كالمتطرفين أو المتأخرين في نظر البعض ...

تقبلوا إحترامي و تقديري