حلاوة زمان

حلاوة زمان

أحمد فؤاد نجم

باتت مصر المحروسة ليلة حزينة ببركة كباتن الكورة اللي شبعوا بعد جوعة واتدلعوا زيادة عن اللزوم! (مصر تتعادل مع زامبيا بهدف لكل منهما علي أرض استاد القاهرة الرهيب!) تصوروا! مع إن الكباتن وجهازهم الفني استولوا تمامًا علي المشهد الإعلامي وتحولوا إلي نجوم سيما واستلمونا صبح وليل لما كرهونا في العيشة واللي عايشينها وفضلوا كدابين الزفة يقولولنا بالأمر لازم استاد القاهرة يتملي علشان نقف جنب منتخبنا الوطني اللي حيجيب الديب من ديله، وفعلاً اتملي استاد القاهرة الرهيب بالمصريين علي كل لون يا باتيستا، ما يقرب من مائة ألف مصري وباقي التمانين مليون من إسكندرية لأسوان قعدوا أمام شاشات التليفزيون انتظارًا للفرج والفرح والباقي انتو عارفينه.. وأثناء المباراة سألني عبده شمة:

ــ ألا زامبيا دي فين يا عم أحمد؟

فضحك أحمد القزعة وقال:

ــ زامبيا دي تبقي في الدويقة يا غيبوبة.

فاستمر عبده شمة في دهشته:

ــ والله يا أخي عشنا وشفنا بلاد ما أنزل الله بها من سلطان.

قلت له:

ــ لا يا عُبد دي بلاد شقيقة في أفريقيا وبيحبونا.

فضحك عبده شمة قائلاً:

ــ وهو برضه اللي يحب حد يعمل فيه كده؟!

قلت له:

ــ رياضة يا عبده يا أخويا.. يعني ما تزعلش.

ضحك وقال لي:

ــ أُمال لما هي رياضة ماتزعلش إنت والقزعة زعلانين ليه؟

فقال القزعة:

ــ الشعب المصري كله عايز يفرح ولو بماتش كورة يا غيبوبة، والعيال دي انصرف عليها جامد من قوتنا ودمنا وما احناش طالبين منهم يحرروا فلسطين، داحنا عايزين نوصل نهائيات كأس العالم ودي مش لعبة الموت ولا حاجة ما كل العرب بيوصلوا، الكويت وصلت والسعودية بتوصل علي طول كل دورة.

قلت له:

ــ السعودية بتستجلب مدربين عالميين وماحدش بيتدخل في شغلهم ويحاسبوهم علي النتيجة النهائية.

فقال عبده شمة:

ــ طب وإحنا ليه مانعملش زيهم ونجيب مدربين عالميين؟

قلت له:

ــ اسأل اتحاد الكورة المصري.

قال لي:

ــ ودا سكته منين؟

فقال القزعة:

ــ يعني لو عرفت سكته حتعمل إيه يا غيبوبة؟

فقال شمة:

ــ العمل عمل ربنا إنما أنا في إيدي إيه؟!

فقال القزعة:

ــ افرض إن إنت دلوقتي في إيدك الأمر تعمل إيه؟!

فقال شمة:

ــ أولاً أنكد عليهم زي ما نكدوا علينا.

قال له:

ــ وثانيًا؟!

قال له:

ــ لا ثانيًا ولا ثالثًا، إنت يعني شايف كل حاجة في بلدك ماشية عال العال ولسه بقي الدورع الكورة؟ ما تكتب إنت يا عم أحمد في موضوع الكورة.

قلت له:

ــ خسارة فيهم الحبر اللي حيكتب والورق اللي حينكتب فيه.